عندما يتحدث العارفون بخبايا كرة القدم عن لاعبي منتخب هندوراس، قليلاً ما تتم الإشارة إلى حارس المرمى نويل باياداريس، رغم أن هذا اللاعب أبلى البلاء الحسن وكان له دور حاسم في المحافظة على حظوظ منتخب بلاه في تصفيات منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم FIFA 2010.
وبفضل صلابة هذا الحارس، لم تستقبل شباك فريق هندوراس بقيادة المدرب رينالدو رويدا سوى ستة أهداف، ليصبح بذلك أقوى دفاع في مجموعة التصفيات الخاصة بمنطقة CONCACAF. وقبيل مباراة بلاده الحاسمة نهاية هذا الأسبوع، فتح باياداريس بابه للإجابة عن أسئلة موقع FIFA.com، حيث تحدث عن تفاصيل مشواره الكروي وحلم منتخب هندوراس في الوصول إلى عرس كرة القدم العالمي في جنوب أفريقيا.
تفاؤل منقطع النظير
بعد بداية متعثرة، استطاع رفاق باياداريس الرجوع في المنافسة وانقضوا على المرتبة الثانية في هذه المجموعة. ويفسر حارس عرين هندوراس هذا التغير قائلاً: "نشعر بسعادة خاصة على الصعيد الوطني، وهي سعادة تدفعنا للتفاؤل. جمهور بلادنا يؤمن بقدرات هذا الفريق ومؤهلاته ونحن بدورنا مستعدون لرفع التحدي وتلبية النداء."
ويوجد منتخب هندوراس حالياً في وضعية مريحة على جدول الترتيب إذ ساعد الفوز الكبير الذي حققه أمام منتخب كوستاريكا بأربعة أهداف نظيفة على شحن معنويات اللاعبين والحفاظ على آمالهم في المنافسة على صدارة المجموعة. وما زال باياداريس ينتشي بذكريات هذا الفوز التاريخي، حيث صرح قائلاً: "لقد أعطانا هذا الفوز مزيداً من الثقة في العمل الذي ما كنا ننجزه. الطريق إلى جنوب إفريقيا غير معبد بالورود، وما زال أمامنا طريق طويل وعمل شاق. تنتظرنا مباريات صعبة ويتعين علينا الفوز فيها جميعاً إن أردنا بلوغ هذا الهدف وهذا هو الحلم الذي يراودنا."
وبعد انتصارهم الباهر أمام متصدر المجموعة، سيلاقي منتخب هندوراس مع ترينيداد وتوباجو الذي يقبع حالياً في قعر الترتيب. ورغم ذلك، لا يحذر باياداريس من الوقوع في فخ الإفراط في الثقة، حيث يشدد على ضرورة "التحلي بكثير من الحيطة والحذر وعلينا أن نعلم أن المباريات تتوالى ولا تتشابه وأن المباراة القادمة لن تخرج عن هذه القاعدة. أتمنى أن نحافظ على تواضعنا ورباطة جأشنا وألا تخدعنا بنتيجة المواجهة السابقة."
أحلام العظمة
بعد الموقعة المرتقبة أمام المنتخب الكاريبي، سيسافر باياداريس وباقي أعضاء الفريق إلى المكسيك لمواجهة منتخبها المحلي في ملعب أزتيكا الشهير. وسيكون هذا النزال لا محالة حاسماً في تحديد مصير الطرفين. فهل يعتقد الحارس هندوراسي أن بمقدور بلاده هزم العملاق المكسيكي في عقر داره وأمام جماهيره؟ إلا أن ما يشغل بال الحارس الهندوري حالياً هو "الإنتصار في المباراة الأولى، ثم بعد ذلك سنفكر في موقعة المكسيك. علينا السير خطوة بخطوة، حيث علينا الإستحواذ على النقاط الثلاث يوم السبت، ثم بعد ذلك التفكير في مواجهة المكسيك."
وخلال سنوات طويلة، كان خبراء كرة القدم يجمعون على أن هندوراس بلد بلاعبين ذوي مؤهلات فنية جيدة لكنه لا يملك منتخباً وطنياً من نفس الطينة. وعندما سألنا حارس مرمى هذا المنتخب عن سر هذا التغير، قال إنه "من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، لأن المقارنة غير مجدية. ولكن هناك تطور ملموس في عديد من الجوانب وهذا ينعكس إيجاباً على أداء فريقنا فوق أرضية الملعب. وهذه العقلية هي التي تجعلنا أقرب من هدفنا."
وتكمن إحدى مفاتيح هذا التغير حسب حارس عرين هندوراس في مجهود المدرب الكولومبي الداهية رينالدو رويدا، الذي يسير مع فريقه نحو الهدف المنشود بثبات بدون أي تأثير. ويشيد حارس المرمى بمدرب منتخب بلاده، معتبراً أن "أهم خصاله الصبر والإرادة والعمل الجاد والمستمر. لقد عاد تواضعه وحكمته على فريقنا بالنفع العميم وأعطيانا الكثير من الثقة في النفس."
وفي ختام حديثه، أطلعنا باياداريس بصراحته المعهودة عن أحلامه الشخصية ورغبته رفقة زملائه في الإحتراف في القارة العجوز، حيث صرح قائلاً: "مازلت أفكر في هذا الأمر وأعمل لأجله، لكن الرب من يسطر أقدارنا. ويتعين علي الآن العمل بجد واجتهاد استعداداً لتحقيق هذا الحلم.