الاهلي قائد الخطط الجديده . والتحول السادس في استراتيجيه الكره المصريه

عصر حسين حجازي ومختار التتش
كان اللعب الهجومي بطريقه 2/3/5 اي اللعب باثنين مدافعين في مواجهه خمسه مهاجمين والاعتماد على ثلاثه في خط المنتصف هو عصر حسين حجازي ومختار التتش وكانت الرغبه الهجوميه وعدم وجود خطط تكتيكيه واضحه ولان لعبه كرة القدم اساس متعتها الاهداف فكانت هذا الطريقه التي استمرت لفتره طويله منذ العشرينات وحتى اوائل الخمسينات وكانت تعتمد على اللاعب راس الحربه الذي يجري بالكره كثيرا وهو ماتم اطلاق عليه اسم " صاحب الكره" وكان اللاعب الذي يحرز الاهداف هو العنصر المؤثر داخل الفريق بشكل كبير
وكانت هذه هي احدي نقاط خلاف حسين حجازي تحديدا مع الاهلي فخرج منه مرتين للزمالك ثم عاد لايمانه بان كره القدم تعني شيئا واحدا اسمه راس الحربه ولا شك ان قله المدافعين هي التي اعطت نجوميه عاليه جدا للمهاجمين الذي كانوا لايجدون غضاضه في تسجيل الاهداف بسهوله

عصر صالح سليم ورفعت الفناجيلي

في منصف الخمسينات كان التحول في الطريقه بوجود صانع العاب فتحولت الخطه الي 2/4/4 بالاعتماد على صانع لعب كان اسمه صالح سليم بعد ارتفاع عمره وعدم قدرته على اللعب كراس حربه صريح فتم اعتماد الطريقه الجديده والتي ساعدت الاهلي في الاحتفاظ بالدوري العام لمدة تسع سنوات متصله وهو الرقم الذي لم يستطع اي نادي تحطيمه في مصر حتى الاهلي نفسه
كما اتاحت هذه الطريقه الفرصه للمدفعجيه خاصه رفعت الفناجيلي في الاهلي وعبده نصحي في الزمالك لاطلاق القذائف المدويه في ظل تراجع المدافعين ووجود كم هائل من المهاجمين في الامام ولمعت الثنائيات في فتره الخمسينات والستينات رفعت وطه – رياض والشاذلي – رضا وشحته واخرين وكانت لعبه هات وخد هي اللعبه التي يستطيع بها اي ثنائي متفاهم ضرب دفاعات اي نادي ومن خلال الثنائيات استطاعت انديه كثيره الحصول علي البطولات ابرزها الاسماعيلي والاولمبي والترسانه


عصر محمود الخطيب وشطه

يجب الاعتراف ان فتره السبعينات كما كانت هي فتره النجم الذهبي للنادي الاهلي والمنتخب المصر محمود الخطيب " بيبو" كما يحب الجميع ان يناديه كانت ايضا فتره عبدالمنعم مصطفي الشهير ب "شطه " المدير الفني للاتحاد الافريقي حاليا والسوداني الجنسيه فقد جاءت خطه 4/3/3 لاول مره مع هديكوتي بوجود تكليفات دفاعيه خاصه للاعب خط الوسط " والذي كان ارهاصات لدور لاعب الوسط المدافع " فكان شطه اللاعب القصير القامه سريه الانطلاقات والقوي جدا في الالتحامات لدرجه انه كان يلاصق اللاعب المنافس في رقابته وكان مختصا باللاعب المهاري فيقبض عليه ولا يعطيه الفرصه في التحرك بحريه داخل منطقه الوسط وكانت رقابته لفاروق جعفر هي اهم المهام التي نجح فيها كثيرا في تلك الفتره كما كانت لانطلاقاته الهجوميه المفاجئه مع دوره الدفاعي مصدرا للكثير من المباغتات الهجوميه والهدف الثالث في مباراه 4/2 الشهيره بين الاهلي والزمالك عام 1978 في كاس مصر خير دليل حيث تحول شطه من لاعب وسط دفاعي الي جناح ايسر ليرسل عرضيه مميزه يجيء منها الهدف الثالث

عصر فايتسا . هاني رمزي

يجب ان نعترف ان عصر الالماني ديتريش فايتسا من اهم الخطط التي اثرت في اداء المصريين بصفه عامه لان خطته 3/5/2 كانت ولازالت بالرغم من استعمال احد مشتقاتها هي المحركه بصفه دائمه للكره المصريه منذ عام 1989
وجود هاني رمزي " الليبرو " ذو التسعه عشر عاما ساعد الاهلي في عمل موسم ناجح جدا لناديه ومع المنتخب والذي توج بالوصول لكاس العالم لاول مره بعد غياب اكثر من نصف قرن " 56 عاما" وتم اعتماد هذه الطريق كالطريقه الوحيده للمصريين طوال 20 عاما باستثناء بعض المحاولات الفرديه لبعض الفرق كالاهلي والمقاولون وحرس الحدود لاستخدام 4/4/2 ثم الرجوع مره اخري للطريقه المعتمده
هذه الطريقه ابرزت بشكل واضح الدور الهام للاعب خط الوسط المدافع “Half Defender’ والتي تعني نصف المدافع والذي يلتزم بالبقاء على دائره المنتصف ليكون عونا مع لاعبي الدفاع وان اتيحت له الفرصه يبدا في الهجوم وكان ايضا معاونا كثيرا لليبرو لان الاخير كثيرا ما كان يقوم بالزياده الخلفيه للامام للاستفاده من عدم وجود رقابه عليه والاستفاده من ملكاته في الاضافه الهجوميه للفريق فكان التسديد لسمير كمونه وابوالدهب وحمزه الجمل وكانت الكرات العرضيه لاشرف قاسم وهاني رمزي والانطلاقات بسرعه داخل منطقه الجزاء لهادي خشبه " اثناء فورمته " وابراهيم سعيد كما كانت هذه الطريقه فرصه للاعلان عن نجوميه اللاعبين مدافعي الوسط مثل هادي خشبه واسماعيل يوسف وتامر عبدالحميد والذين كانوا بمثابه الرئات واصبح وجود اللاعب المدافع الوسط بانفس اهميه المهاجم للفرق وان اختفي دور صانع اللعب الصريح وتم الاعتماد كليا على جناح الوسط الايمن والايسر ولم يظهر صانع الالعاب بصورة قويه الاعلى فترات في فتره رضاعبدالعال في الزمالك " واختفي في الاهلي" ووليد صلاح الدين في الاهلي وحازم امام في الزمالك

عصر جوزيه – بيبو – ابوتريكه

شئنا ام ابينا لا بد ان نعترف ان جوزيه حاول تغيير خطه الكره المصريه بعض الشىء بالاعتماد على طريقه 3/4/3 بعد فشله في تطبيق 4/2/3/1 رغم فوزه بها على ريال مدريد 1/0 في مباراه القرن الا ان خسارته امام بترواتليتكو في القاهره 2/4 اعطت رصاصه الرحمه لهذه الطريقه
وكانت البدايه لجوزيه بالاعتماد على 3/4/3 بوجود اجنحه سريعه قويه مثل خالدبيبو ورضا شحاته والاعتماد على راس حربه واحد وتم اعتماد وجود اثنين من مدافعي الوسط لاول مره لتزداد اهميه هذا المركز وكان دور هذين اللاعبين مركبا ما بين تامين انطلاقات ظهراء الجنب او عمل الزياده الهجوميه من الخلف ليصبح احدهم مهاجما متاخرا والاخر مدافع وسط وهو ما تميز فيه الكثيرين مثل حسام غالي ومحمد شوقي وحسني عبدربه كما اتاحت هذه الطريقه الفرصه لعوده صانع اللعب في بعض الاوقات فعاد وليد صلاح الدين وعبدالستار صبري وحازم امام للعب هذا الدور بشكل صريح بعد ان كانوا يشغلون مركز راس الحربه والذي لايتيح لهم اخراج كل ابداعاتهم كما كانت فرصه لاطلاق فرصه لنجوم جدد مثل احمد عيد عبدالملك وشيكابالا وجمال حمزه
ثم جاء محمد ابوتريكه لتشهد الطريقه تغييراجزئيا بالاعتماد على صانع العاب صريح ليصبح شاغل هذا المركز هو المحرك لقلب الفريق وزاد الاعتماد على اللاعبين اصحاب المهارات العاليه حتي في ظل انخفاض مستوي البعض او عدم التزامهم الكامل لتصبح طريقه 3/4/1/2 هي البديل الامثل وبها استطاع المنتخب المصري الفوز بكاس امم افريقيا مرتين متتاليتين ليتحقق اعظم انجاز للكره المصريه بعد الوصول لكاس العالم
وكانت الطريقه تعتمد على شقين الاول وجود راس حربه صريح ومع وجود لاعب منطلق من الخلف للامام مع صانع الالعاب كما حدث مع اقوي ثلاثي نفذ هذه الطريقه متعب – بركات- ابوتريكه او نظرائهم في بعض الانديه مثل زكي- شيكابالا- حمزه او عمر جمال- عبدالله السعيد – مصطفي كريم في الاسماعيلي ولاول مره في التاريخ يتفوق عدد المهاجمين المحترفين على عدد المدافعين فكان ميدو وزكي ومتعب وزيدان في مقابل امير عزمي و عبدالظاهر السقا واحمد ابومسلم المعروفين لدينا وهم غير منضمين للمنتخب المصري

بدايات التحول السادس . لا لليبرو بعد اليوم

لاشك ان ثبات طريقه 3/5/2 او حتي 3/4/3 بوجود ليبرو صريح ومتميز هي احد اهم الاسباب التي ادت لطول فتره الاعتماد على هذه الطريقه الا ان اختفاء نوعيه اللاعبين الذين سيتطيعون اداء هذا الدور خاصه بعد اصابه عماد النحاس وابتعاد هاني سعيد عن مستواه في الزمالك ومفاوضه انديه القمه للاعبي القسم الثاني المميزين في هذا المركز جعل اللعب بطريقه جديده امر لا مفر منه خاصه مع اجاده حرس الحدود خطه 4/4/2 الصريحه من ناحيه الشق الدفاعي وان اختفي الشق الهجومي لفريق بهذا الحجم فكان لابد من خطه جديده تناسب قدرات اللاعب المصري تعطي له الامان الدفاعي ولاتفقده الميزات الهجوميه التي ميزت الاهلي بصفه خاصه والكره المصريه بصفه عامه فجاء حسام البدري المدير الفني الجديد بطريقه جديده وهي 4/3/3 ومشتقاتها الاقرب الى اللاعب المصري الا وهي 4/3/2/1 او 4/3/1/2 فبدلا من وضع ليبرو بلا افاده فعاله يمكن الاستغناء عنه بوضع 3 مدافعي وسط بحيث يكون الاول منهم ليبرو لهم لتصبح الطريقه 4/1/2/2/1 او 4/1/2/1/2 طبقا لقدرات الفريق وامكانياته ويكون هذا الوسط المدافع ملتزم تماما بالبقاء امام مساكي فريقه بحيث يجعل العمق متقدما للامام .
واعتقد ان من اهم اسباب اعتماد الطريقه الجديده هو حفظ جميع اللاعبين والمدربين لتحركات المنافس بصفه عامه والاهلي بصفه خاصه كما بدات الفرق الافريقيه في حفظ طريقه لاعبينا انديه ومنتخبات بل ووصل البعض للعب بطريقتنا مثل الجزائر في لقائها معنا ومع المنتخب الزامبي
فكان يجب علينا اعتماد طريقه جديده نفاجىء بها المنافس ليستمر التفوق التكتيكي للكره المصريه بصفه عامه والاهلي بصفه خاصه